عاجل:
مقالات 2009-11-08 03:00 956 0

أسرة أل الحكيم .. إضاءة في تاريخ العراق

فرضت العديد من الأسر والعائلات وجودها السياسي والاجتماعي والديني في المجتمعات التي ظهرت فيها وهذه الحالة

فرضت العديد من الأسر والعائلات وجودها السياسي والاجتماعي والديني في المجتمعات التي ظهرت فيها وهذه الحالة تكررت في اغلب دول العالم وعلى مختلف العصور،  ألا أن الحالة في العراق اختلفت شيء ما لاسيما وان فرضية الوجود في المجتمع العراقي كانت على مختلف الأصعدة السياسية والدينية والاجتماعية ومع مختلف التقلبات وان هذه الفرضية قد تحققت بوجود أسرة أل الحكيم، والتي تعتبر من الأسر العريقة في العراق إذ أنها برزت حوالي في - القرن السابع عشر ميلادي القرن العاشر هجري - وكان بروزها مقرون بوجود أتباع أهل البيت -ع- على قمة الهرم الديني والسياسي في العراق خلال تلك الحقبة الزمنية، وتطور دورها بمقتضيات الضرورة حتى لاح في الأفق نجم الإمام محسن الحكيم بمطلع القرن العشرين وهو في مقتبل العمر عندما كان ظهير لأستاذه السيد محمد سعيد الحبوبي عندما خرجا لقيادة أبناء الشعب العراقي في تصديهم للغزو الانكليزي للعراق، وفي تلك الإحداث سجل الإمام الحكيم مواقف بطولية أسس على أثرها للدور السياسي للأسرة خاصة مطالبته بإيجاد حكم وطني في العراق كما ارتبط الإمام الحكيم مع العشائر العراقية وكافة شرائح المجتمع العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه بعلاقات اجتماعية متميزة، وطيلة تلك الفترة توطدت العلاقات أكثر لاسيما عندما تصدى لزعامة الحوزة العلمية وصار المرجع الأعلى لإتباع أهل البيت- ع- في العالم فتعززت العلاقات وأصبح ذكره بالاقتداء على السن العامة خصوصاً بعد مواقفه من تشكيل نظام الحكم والتشريعات الحكومية وموقف الحكومة آنذاك من الأكراد في الشمال حتى مجيء نظام البعث وما اتخذ من تصرفات تنم عن طائفية الحزب وقيادته ولم ينتهي دور أسرة أل الحكيم برحيل الإمام محسن الحكيم.
     أنما كان لأبنائه الدور البارز في رسم ملامح الإرادة العراقية رغم قسوة الإحداث فقد ثنية الوسادة للتصدي المرجعية باستحقاق لولده الأكبر السيد يوسف الحكيم لولا ابتعاده هو عنها، وبعده بانت علامات الزعامة في السيد عبد الصاحب الحكيم الذي تدارك النظام ما كان يصبو آلية ففعل النظام جريمته المتتالية بإعدام 16 شخصية علمائية وأكاديمية من أبناء الإمام الحكيم بعد اعتقال أكثر من 70 شخص من الأسرة لمجرد شعور نظام بغداد بالدور الذي يضطلع به أبناء هذه الأسرة، كما تجاسر النظام الصدامي على اغتيال نجل الإمام الحكيم السيد مهدي الحكيم والذي يعتبر من الشخصيات السياسية الوطنية والدينية المعارضة للنظام السابق، ولم يكتف النظام بهذه الجرائم إنما ذهب إلى ابعد من ذلك في محاولة منه لمحو اثأر هذه الأسرة فقد قام بتهجير كل من له صلة بها وزج المتبقين في دهاليز السجون والمعتقلات وهدم دور إفراد الأسرة وحاول أزال كل الآثار العمرانية من المدارس والمكتبات والحسينيات التي تعود لهم.
     ورغم ذلك لم يصمت أبناء الإمام الحكيم عن المطالبة بحقوق الشعب العراقي حتى الإطاحة بالنظام الصدامي فقد كان لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم دور في مقارعة النظام من خلال تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وتشكيل فيلق بدر لخلق مواجهه سياسية وعسكرية للنظام وقد تكلل ذلك ألا أن الأيادي ألاثمة امتدت لاغتيال لشهيد المحراب بعد أربعة أشهر من التغيير ورغم قصر المدة إلا انه استطاع أن يرسم الخطوط العامة لمستقبل العراق ما بعد صدام وفعلا كانت لأطروحاته الأثر في العملية السياسية في العراق، بعدها استطاع عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم أن يسير على الخطى التي رسمها شهيد المحراب وباركتها المرجعية الدينية لاسيما الإمام السيستاني والتي دعت إلى أن يكون المواطن العراقي هو الأساس في بناء النظام السياسي الجديد الذي كان هدف دائم المجلس الأعلى الإسلامي ويكون العراق على أساس دولة المؤسسات ويبقى المواطن حجر الزاوية وما يكون هو من اجل خدمته.
     ومع رحيل عزيز العراق واستلام السيد عمار الحكيم دور رئاسة المجلس الأعلى تأكد أن لهذه الأسرة الدور المميز في مستقبل العراق السياسي رغم التحديات مستمرة والتخوفات على مستقبل العملية السياسية في العراق إلا أن المراقبين يرون أن الشخصية التي يمتلكها السيد عمار الحكيم هي خليط متجانس جمع فيه مميزات ما كان يتمتع به الإمام الحكيم وأبناءه السيد مهدي وشهيد المحراب وعزيز العراق لذا فمن السهل على السيد عمار الحكيم أن يخطو المسارات ويواجه التحديات بثقة عالية وهمة كبيرة لأنه جمع من كل شيء شي وراح يكمل مشروع جده الإمام الحكيم وأعمامه وآبيه من بناء دولة المواطن والمؤسسات في العراق.

التعليق